نفت «حماس» مسؤوليتها وتبرأت منه عائلته.. القصة الكاملة لمقتل «ياسر أبو شباب»

من تاجر مخدرات إلى قائد ميليشيا مدعومة إسرائيليا وأصبح مطلوبا من الجميع في غزة، قتل اليوم ياسر أبو شباب، الشاب المثير للجدل في قطاع غزة، في ظروف غامضة ما تزال الروايات حولها متضاربة، بينما سارعت حركة "حماس" إلى نفي أي علاقة لها بعملية قتله. 

وفيما تتصاعد التكهنات، يعيد اسمه إلى الواجهة مسارا حافلا بالاضطرابات والجريمة، انتهى بتشكيل ميليشيا وصفتها تقارير إسرائيلية بأنها "بديل محتمل" لحكم قطاع غزة.

ينتمي ياسر أبو شباب إلى قبيلة الترابين، وُلد في 19 ديسمبر 1993 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ولم يُعرف عنه أي تحصيل دراسي، إذ كان لا يجيد القراءة أو الكتابة، ودخل مبكرًا في عالم الجريمة المنظمة وتهريب المواد المخدّرة.

سبق للشرطة التابعة لحركة حماس أن اعتقلته بعد إدانته بحيازة المخدرات والاتجار بها، لكنه تمكن من الهرب مع سجناء آخرين مع اندلاع الحرب الأخيرة.

عقب هروبه، كون ميليشيا مسلحة أطلق عليها اسم "جهاز مكافحة الإرهاب" تضم نحو 300 عنصر مسلح.

وكشف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه عن دعم هذه الميليشيا، فيما أكدت مصادر متعددة أن إسرائيل زوّدتها ببنادق كلاشينكوف وأسلحة أخرى جُمعت من مخازن حماس.

كما عملت الميليشيا في شرق رفح برعاية مباشرة من الجيش الإسرائيلي، وسط تقارير تتهم أفرادها بنهب مساعدات إنسانية وتصفية حسابات محلية.

وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن أن تل أبيب وافقت على أن تكون مجموعة ياسر أبو شباب بديلا لحكم حماس في بعض مناطق القطاع، في إطار محاولات فرض ترتيبات أمنية جديدة شرق رفح.

أما "أبو شباب" فقد حاول الادعاء بوجود صلة تربطه بالسلطة الفلسطينية، لكن السلطة نفت بشكل قاطع أي علاقة له أو لميليشياته بها.

رغم انتمائه لقبيلة كبيرة، فشل أبو شباب في استغلال اسم الترابين لتأمين غطاء اجتماعي، فقد أعلن وجهاء القبيلة تبرؤهم منه بسبب علاقاته الواضحة مع الاحتلال.
ولاحقًا، أصدرت عائلته نفسها بيان براءة منه، مؤكدة أنه يعمل ضد مصالح المجتمع ويخدم أجندة إسرائيلية.

صباح اليوم، أُعلن عن مقتله في ظروف غير واضحة، بينما توالت الاتهامات بين أطراف مختلفة.
حماس أكدت أنها لم تتورط في قتله، في حين لم تصدر إسرائيل أي تعليق رسمي حتى اللحظة.

ويبقى السؤال مفتوحا هل كان مقتله نتيجة تصفية داخلية؟ أم صراع مسلح؟ أم رسالة إسرائيلية بعد انتهاء دوره؟ 

التفاصيل لا تزال تتكشف، والقصة أبعد ما تكون عن نهايتها.